Google+

Google+

Google

Google+

استكشف تاريخ شبكة جوجل بلس الاجتماعية، من إطلاقها الطموح وميزاتها الفريدة مثل الدوائر والمنتديات، إلى أسباب إغلاقها وتأثيرها الباقي

جوجل بلس (Google+)، المشروع الطموح الذي أطلقته جوجل في 28 يونيو 2011، كان محاولتها الجريئة لدخول عالم الشبكات الاجتماعية الذي كان يهيمن عليه فيسبوك. لم تكن مجرد شبكة اجتماعية، بل كانت رؤية لنسيج اجتماعي يربط جميع خدمات جوجل معًا، من جي ميل إلى يوتيوب. ورغم الانطلاقة القوية، انتهت رحلة جوجل بلس للمستخدمين العاديين بإعلانه الرسمي عن التوقف في 2 أبريل 2019، ليترك وراءه إرثًا معقدًا ودروسًا قيمة في عالم التكنولوجيا.

🧐 ما هو جوجل بلس (Google+)؟ رحلة في ذاكرة الإنترنت

كان جوجل بلس شبكة اجتماعية تهدف إلى إعادة تعريف مفهوم المشاركة على الويب، مع التركيز بشكل أساسي على الخصوصية والتنظيم. بدلاً من قائمة أصدقاء واحدة، قدمت جوجل بلس مفهومًا ثوريًا حينها وهو "الدوائر" (Circles)، مما سمح للمستخدمين بتصنيف جهات اتصالهم ومشاركة المحتوى مع مجموعات محددة فقط. كانت الفكرة هي محاكاة التفاعلات الاجتماعية في الحياة الواقعية، حيث نشارك جوانب مختلفة من حياتنا مع دوائر مختلفة من الناس (العائلة، الأصدقاء، زملاء العمل).

انطلق الموقع في البداية بنظام الدعوات فقط، مما خلق ضجة كبيرة وزاد من فضول المستخدمين. بعد فترة وجيزة، تم فتحه للجميع، وسرعان ما اكتسب ملايين المستخدمين. ورغم ذلك، لم تكن الأرقام تحكي القصة كاملة، فبعد فترة وجيزة، أصبح يُعرف بـ "المدينة الشبح"، حيث كان عدد المستخدمين المسجلين كبيرًا، لكن التفاعل الفعلي كان ضعيفًا جدًا مقارنة بمنافسيه.

اليوم، لم يعد جوجل بلس متاحًا للعامة. تم إغلاق النسخة الاستهلاكية بالكامل وحذف بياناتها. ومع ذلك، تستمر نسخة مخصصة للشركات تحت مظلة Google Workspace، حيث تُستخدم كأداة تواصل داخلي للمؤسسات، مما يثبت أن بعض أفكاره الأساسية كانت ذات قيمة في سياق مختلف.

✨ الميزات الفريدة التي ميزت جوجل بلس

امتلك جوجل بلس مجموعة من الميزات المبتكرة التي سبق بها عصره في كثير من الجوانب، وكان يهدف من خلالها إلى تقديم تجربة اجتماعية أكثر ثراءً وتنظيمًا.

🔘 الدوائر (Circles)

كانت هذه هي الميزة الجوهرية. سمحت "الدوائر" للمستخدمين بسحب وإفلات جهات الاتصال في مجموعات مرئية، مثل "الأصدقاء"، "العائلة"، "زملاء الدراسة". عند نشر أي محتوى، كان يمكنك اختيار الدوائر التي يمكنها رؤيته، مما يوفر مستوى من التحكم في الخصوصية لم يكن متاحًا بسهولة في فيسبوك آنذاك. كانت هذه الفكرة محاولة لحل مشكلة "الإفراط في المشاركة" (Oversharing) وجعل التواصل أكثر استهدافًا.

📹 مكالمات الفيديو (Hangouts)

قبل أن تصبح مكالمات الفيديو الجماعية شائعة، قدم جوجل بلس ميزة "هانج آوتس" (Hangouts). كانت تتيح إجراء محادثات فيديو جماعية مجانية لما يصل إلى 10 أشخاص بجودة عالية جدًا في ذلك الوقت. كانت هذه الميزة شائعة جدًا لدرجة أنها تطورت لاحقًا لتصبح منتجًا مستقلاً، ولا تزال تقنيتها هي أساس خدمات جوجل الحالية مثل Google Meet.

🔥 الاهتمامات (Sparks)

كانت "سباركس" بمثابة محرك اكتشاف محتوى مدمج. يمكن للمستخدمين إدخال اهتماماتهم (مثل "التصوير الفوتوغرافي" أو "الطبخ")، وتقوم الميزة بتجميع أحدث المقالات ومقاطع الفيديو والمشاركات المتعلقة بهذه المواضيع من جميع أنحاء الويب. كانت طريقة ذكية لإبقاء المستخدمين متفاعلين داخل المنصة من خلال تزويدهم بمحتوى مخصص وجديد باستمرار.

👥 المنتديات (Communities)

تم إطلاق "المنتديات" لاحقًا، وسرعان ما أصبحت واحدة من أكثر أجزاء جوجل بلس نشاطًا. كانت مساحات مخصصة للنقاش حول مواضيع محددة، من الدعم الفني للهواتف إلى مجموعات محبي الأفلام. على عكس المجموعات في فيسبوك، كانت منتديات جوجل بلس تتمتع بثقافة نقاش أكثر عمقًا وتنظيمًا، وجذبت العديد من الخبراء والمتحمسين في مجالات مختلفة.

🔗 التكامل مع خدمات جوجل

كانت القوة والإشكالية في آن واحد. سعت جوجل لدمج بلس في كل شيء. ظهرت إشعارات جوجل بلس في صفحة بحث جوجل، وارتبطت الملفات الشخصية بقنوات يوتيوب، وظهرت الصور في نتائج البحث. الهدف كان إنشاء هوية رقمية موحدة، لكن هذا التكامل القسري، خاصة إجبار مستخدمي يوتيوب على استخدام حساب جوجل بلس للتعليق، أثار استياءً واسعًا وكان أحد العوامل التي أدت إلى نفور المستخدمين.

📈 الانطلاقة القوية والنهاية الحتمية: لماذا فشل جوجل بلس؟

على الرغم من كل ميزاته المبتكرة، لم يتمكن جوجل بلس من الصمود. يمكن تلخيص أسباب سقوطه في عدة نقاط رئيسية:

  • انخفاض تفاعل المستخدمين: أظهرت الإحصائيات أن المستخدم العادي كان يقضي دقائق معدودة فقط شهريًا على جوجل بلس، مقارنة بساعات على فيسبوك. فشلت المنصة في خلق عادة يومية لدى مستخدميها.
  • فرض الاستخدام: سياسة جوجل القوية في دمج بلس مع خدماتها الأخرى، وخاصة يوتيوب، جاءت بنتائج عكسية. شعر المستخدمون بأنهم مجبرون على استخدام الخدمة بدلاً من الانضمام إليها عن قناعة.
  • تأثير الشبكة: كان فيسبوك وتويتر قد رسخا أقدامهما بالفعل. كان أصدقاء المستخدمين وعائلاتهم موجودين هناك، ولم يكن هناك دافع قوي بما يكفي لإقناع شبكات اجتماعية بأكملها بالانتقال إلى منصة جديدة.
  • هوية غير واضحة: لم ينجح جوجل بلس في تحديد هويته بوضوح. هل هو منافس لفيسبوك؟ بديل لتويتر؟ منصة للمحترفين مثل لينكدإن؟ هذا الغموض جعل من الصعب على المستخدمين فهم الغرض الأساسي منه.
  • مشكلات الخصوصية والأمان: في النهاية، كانت القشة التي قصمت ظهر البعير هي اكتشاف ثغرات أمنية كشفت بيانات مئات الآلاف من المستخدمين، مما سرّع من قرار جوجل بإغلاق الشبكة للمستهلكين.

🆚 جوجل بلس في مواجهة العمالقة: مقارنة مع فيسبوك وتويتر

لفهم مكانة جوجل بلس بشكل أفضل، من المفيد مقارنته في فترة ذروته مع منافسيه الرئيسيين.

الميزة جوجل بلس (سابقًا) فيسبوك تويتر (الآن X)
تنظيم جهات الاتصال نظام "الدوائر" للتحكم الدقيق في الخصوصية والمشاركة المستهدفة. قوائم الأصدقاء (ميزة موجودة ولكن أقل استخدامًا وشهرة). نظام المتابعة والقوائم، عام بشكل أساسي.
مكالمات الفيديو "Hangouts" كانت رائدة في المكالمات الجماعية المجانية عالية الجودة. تطورت ميزات الفيديو في Messenger لاحقًا لتنافس. ميزات محدودة جدًا في ذلك الوقت.
طبيعة المحتوى تركيز على المحتوى الطويل والنقاشات العميقة في "المنتديات". مزيج واسع من المحتوى الشخصي، الأخبار، الصور، والفيديوهات. محتوى قصير جدًا وسريع الانتشار (Tweets).
الهوية الشخصية إصرار على استخدام الأسماء الحقيقية، مما جذب المحترفين وأبعد آخرين. يشجع على الأسماء الحقيقية ولكنه أكثر مرونة. السماح بالأسماء المستعارة، مما يعزز حرية التعبير.
النتيجة النهائية فشل في بناء قاعدة مستخدمين نشطة وأُغلق للجمهور. هيمن على سوق الشبكات الاجتماعية الشخصية. أصبح المنصة الرائدة للأخبار العاجلة والنقاشات العامة.

遺産 إرث جوجل بلس: ماذا ترك خلفه؟

قد يبدو جوجل بلس وكأنه فشل ذريع، لكن تأثيره لا يزال محسوسًا حتى اليوم. لم تذهب كل تلك الجهود سدى، بل تحولت إلى منتجات ناجحة ودروس قيمة:

  • Google Photos: تطورت ميزات إدارة الصور الرائعة في جوجل بلس، خاصة النسخ الاحتياطي التلقائي وأدوات التحرير الذكية، لتصبح خدمة Google Photos المستقلة والناجحة للغاية اليوم.
  • Google Hangouts/Meet: تقنية مكالمات الفيديو التي كانت جوهر "هانج آوتس" هي الآن القوة الدافعة وراء Google Meet، منتج جوجل الرئيسي لمؤتمرات الفيديو.
  • تصميم وواجهة المستخدم: العديد من مفاهيم التصميم التي تم اختبارها في جوجل بلس، مثل التصميم القائم على البطاقات، أثرت بشكل مباشر على لغة تصميم جوجل المعروفة بـ "ماتيريال ديزاين" (Material Design).
  • درس استراتيجي: تعلمت جوجل درسًا مكلفًا ولكنه مهم: لا يمكنك فرض منتج اجتماعي على المستخدمين. يجب أن ينمو بشكل طبيعي ويقدم قيمة فريدة لا يمكنهم العثور عليها في أي مكان آخر.

⚖️ نظرة من منظور شرعي

مثل أي أداة تقنية أو شبكة اجتماعية، كان جوجل بلس منصة محايدة بطبيعتها، ويعتمد حكم استخدامها على نية وطريقة المستخدم. كان يمكن استغلاله في أمور مفيدة تتوافق مع المبادئ، مثل الانضمام إلى "منتديات" علمية أو ثقافية لتبادل المعرفة، أو استخدام "هانج آوتس" للتواصل البنّاء مع العائلة والأصدقاء حول العالم.

في المقابل، كان من الممكن أيضًا استخدامه في جوانب تتعارض مع التعاليم، كأي منصة أخرى تتيح مشاركة المحتوى بحرية. كان يمكن استخدامه لمشاركة محتوى غير لائق أو الدخول في نقاشات سلبية. بالتالي، كانت المسؤولية تقع دائمًا على عاتق المستخدم لاختيار كيفية استغلال هذه الأداة، مع التركيز على الجوانب الإيجابية وتجنب ما يخالف قيمه ومبادئه.

❓ أسئلة شائعة حول جوجل بلس

هل لا يزال بإمكاني استخدام جوجل بلس؟

لا، النسخة العامة والمجانية من جوجل بلس تم إغلاقها نهائيًا في 2 أبريل 2019. لم يعد من الممكن الوصول إلى الملفات الشخصية أو المحتوى القديم. الخدمة الوحيدة التي تحمل هذا الاسم اليوم هي نسخة مخصصة للمؤسسات ضمن حزمة Google Workspace وتُستخدم للتواصل الداخلي فقط.

ماذا حدث لبياناتي على جوجل بلس؟

قامت جوجل بحذف جميع المحتوى والبيانات من حسابات جوجل بلس الاستهلاكية بشكل دائم بعد إغلاق الخدمة. لم يعد من الممكن استعادة الصور أو المشاركات أو أي بيانات أخرى كانت على المنصة.

ما هو بديل جوجل بلس اليوم؟

لا يوجد بديل مباشر واحد يجمع كل ميزات جوجل بلس. البدائل تعتمد على الميزة التي كنت تفضلها:

  • للتواصل مع الأصدقاء والعائلة: فيسبوك لا يزال هو الخيار الأوسع انتشارًا.
  • للنقاشات القائمة على الاهتمامات: منصات مثل Reddit أو مجموعات فيسبوك هي البديل الأقرب لـ "المنتديات".
  • للتواصل المهني: لينكدإن هو المنصة المخصصة لذلك.
  • لتخزين ومشاركة الصور: خدمة Google Photos هي الوريث الروحي المباشر لميزات الصور في جوجل بلس.

مقالات ذات صلة

  • شرح Google Photos
  • مقارنة بين Google Meet و Zoom
  • تاريخ خدمات جوجل الاجتماعية

إصدارات التحميل

إصدارات التحميل
اسم الإصدار نظام التشغيل
Google+ Plus
أندرويد
إصدارات التحميل